أكدت الأبحاث العلمية أن حجارة الأهرامات قد تم صبّها من الطين العادي، وهذا ما أشار إليه القرآن على لسان فرعون (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا)، ولكن العلماء يؤكدون أن الأهرامات لم يقم ببنائها فرعون موسى، فنرجو إيضاح هذه المسألة.
ونقول: لقد حيَّرت الأهرامات كثيراً من الباحثين طيلة قرون، إذ كيف تمكَّن بشر من حمل حجارة تزن آلاف الكيلو غرامات ونقلها لارتفاع أكثر من 140 متراً؟ وبعد بحث طويلة أجراه أحد العلماء الفرنسيين اقترح أن هذه الحجارة قد صُبَّت من الطين في قوالب خشبية، وبعد سنوات قام أحد العلماء الأمريكيين بالتأكد من صدق هذه الفرضية باستخدام المجهر الإلكتروني وتحليل نماذج من حجارة الأهرامات.
إذاً النتيجة التي خرج بها العلماء هي أن تقنيَّة صب الحجارة من طين كانت سائدة زمن الفراعنة، واستخدموها خلال آلاف السنوات في بناء الأهرامات والأبراج والصروح. وهذه التقنية كشفها القرآن من خلال آية جاءت على لسان فرعون يطلب من وزيره هامان أن يوقد له النار على الطين ليبني صرحاً (بناء مرتفعاً): (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا).
وهذه الآية لا تدل بالضرورة إلى أن فرعون موسى (وهو رمسيس الثاني حسب أصح الأقوال)، هو الذي بنى الأهرامات، بل تشير الآية إلى الآلية الهندسية التي كانت معروفة في ذلك الزمن وهي مزج الحجارة الكلسية بالماء (لتشكل الطين) وتسخينها لدرجة حرارة محددة، ومن ثم وضعها في قوالب خشبية وصب الحجارة المطلوبة في أماكنها، وليس حملها ورفعها.
يقدر عدد الحجارة التي تم منها بناء هذا الهرم بعدة ملايين، وكل حجر يبلغ وزنه عدة أطنان، وقد بلغ ارتفاع هذا الهرم أكثر من 140 متراً، وقد استخدم الفراعنة تقنية الطين المسخن لصب هذه الحجارة، وبقيت هذه التقنية سراً حتى كشفها القرآن الكريم، لتكون هذه الآية معجزة تشهد على صدق محمد صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة القول: إن الفراعنة استخدموا تقنية البناء من طين على مر السنين، ومن هؤلاء الذين استخدموا هذه التقنية فرعون، الذي وردت قصته في القرآن، والذي كشف القرآن سرّ هذه الطريقة التي يدعي علماء الغرب أنهم أول من تحدث عنها!!